Logo

تقريري

في الوقت الحالي، لا توجد إدخالات متاحة للعرض

بكل فخر، نهديكم التقرير السنوي لعام 2023، والذي يروي قصة مساهمات مصرف الراجحي الفاعلة في مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها المملكة العربية السعودية.

وسط تحديات كُبرى تركت تأثيرها المباشر على الاقتصاد العالمي، وبين مؤشراتٍ تؤكد تباطؤ النمو الاقتصادي وحالة القلق المتزايدة نتيجة لعدم الاستقرار وتأثيراته السلبية على سلاسل الإمداد وتدفق السلع والمنتجات، رغم كل ذلك، تمكنت المملكة بعون الله، ثم بحكمة قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الثاقبة، من تحقيق معدلاتٍ متقدمة بين مجموعة العشرين، في النمو الاقتصادي وتدفق الاستثمارات، إلى جانب تحقيق نجاحاتٍ غير مسبوقة في تنمية وتنويع مصادر الإيرادات غير النفطية والتي نمت في عام 2023 بنسبة 8.9%، مع ازدهارٍ سياحي متزايد سوف يُعيدُ قريبا بإذن الله توجيه بوصلة السياحة العالمية نحو المملكة، بما يُمكّن بلادنا الغالية من تبوأ مكانتها المستحقة على خارطة السياحة العالمية. لتتزامن كل هذه المنجزات مع استكمال مشاريع البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتي أهلت المملكة وبجدارة، لاستضافة معرض إكسبو 2030.

ومن خلال هذا التقرير، الذي نسعد بتقديمه لعملائنا وشركائنا ومساهمينا الكرام، نستعرض ملامح من الدور الرائد لمصرف الراجحي في خدمة خطط التنمية الاقتصادية الطموحة للمملكة، بتقديم الخدمات المصرفية والحلول المالية والتمويل المستدام، و استكمال تطبيق استراتيجية "مصرف المستقبل" بهدف حماية وتعزيز امتياز المصرف الأساسي في مجال الخدمات المصرفية للأفراد، وتحقيق الريادة الرقمية في السوق، مع الاستمرار في التحول من المعاملات التقليدية إلى المعاملات الرقمية وتعزيز تجربة العملاء، كما يتضمن التقرير وبشكل تفصيلي، عرضاً تفصيلياً لأداء المصرف وفروعه الخارجية وشركاته التابعة بالاضافة إلى مشاريعه التطويرية وخططه المستقبلية، وذلك عبر محطاتٍ رئيسية في رحلة الإنجازات المتتابعة لهذا الصرح الاقتصادي الوطني.

وفي تأكيدٍ عملي لمكانته كمؤسسةٍ ماليةٍ رائدة مُلتزمة بتقديم حلول مصرفية مبتكرة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية على مستوى العالم، تم خلال شهر مارس 2023 بنجاح ولله الحمد، طرح أول صكوك مستدامة بالدولار الأمريكي مدتها 5 سنوات بقيمة مليار دولار (3.75 مليار ريال سعودي) و بمعدل ربح 4.75% سنوياً، حيث تُمثل هذه الصكوك، الإصدار الأول لمصرف الراجحي في أسواق رأس المال الدولية بالدولار الأمريكي، وذلك بعد الإغلاق الناجح لإصدارين محليين بالريال السعودي في عام 2022، الأمر الذي يؤكد قوة الاقتصاد السعودي وثقة المستثمرين في مصرف الراجحي والتزامه الراسخ بالتمويل المُستدام.

يتزامن مع هذا الطرح الكبير والغير مسبوق في عالم المصرفية الإسلامية، إنجازات نعتز بها في مصرف الراجحي، ومؤشرات إيجابية تعكس وضوح الرؤية وسلامة التوجه، والأداء المتميز للمصرف خلال عام 2023، حيث بلغ صافي الدخل بعد الزكاة 16.6 مليار ريال سعودي. كما زادت أصول المصرف بنسبة 6.1% مقارنة بعام 2022 لتصل إلى 808 مليار ريال. وفي نفس السياق، ارتفعت حقوق المساهمين باستثناء الصكوك من الشريحة الأولى بنسبة 7.9% لتصل إلى 90 مليار ريال سعودي بنهاية عام 2023، بالإضافة إلى تحقيق نمو في محفظة تمويل الشركات بنسبة 20.7% في تطبيقٍ عملي لاستراتيجية المصرف لدعم النشاط الاقتصادي في مختلف المجالات، وكذلك نسبة نمو 5.6% في محفظة التمويل العقاري، في إطار دعم المصرف لزيادة معدلات تملك المواطنين للمنازل، والتي تعززت بتوقيع اتفاقية تمويل باقات برنامج الدعم السكني المُحدّث مع صندوق التنمية العقارية، مع الحرص على تطوير الشراكة الاستراتيجيةٍ مع صندوق التنمية السياحي، من خلال تقديم منتجاتٍ وخدماتٍ مصرفيةٍ مميزة، وحلولٍ متكاملة للمستثمرين في القطاع السياحي، بما يُساهم في دعم المشاريع السياحية وتطوير وجهات سياحية واعدة، وذلك ضمن استراتيجية المصرف للمساهمة في تنفيذ مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ولأننا نتطلع دائماً لأن نصبح الخيار المفضل للمنشآت والأعمال المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لدورها المحوري في توفير الوظائف وخدمة الاقتصاد والتجارة، فقد حرصنا في مصرف الراجحي على تطوير خدماتنا لهذا القطاع، عبر وحدتنا الخاصة لخدمة هذه الشركات وأيضاً عبر بوابتنا الإلكترونية للخدمات المصرفية المُصممة لخدمتهم، مع باقاتٍ من الخدمات المتكاملة التي تتوافق مع تطلعاتهم وتساعدهم على النمو والتوسع حالياً ومستقبلاً، حيث تم تحقيق نمو في محفظة تمويل المنشآت المتوسطة والصغيرة بنسبة 22.8%.

هذا، ويتضمن التقرير وبشكل تفصيلي، جهود ومبادرات مصرف الراجحي في خدمة المجتمع، بما يُؤكد التزامه التام بمسؤوليته الاجتماعية وحرصه على المشاركة في حملات دعم العمل الخيري عبر منصة "إحسان" كواحدٍ من كبار الداعمين، إلى جانب التعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مجالات التدريب والتأهيل والرعاية الاجتماعية للطلاب والطالبات ضمن "برنامج مصرف الراجحي لرعاية الايتام التعليمي" الذي يواصل في عامه الثاني، إعداد دفعات جديدة لمواصلة دراستهم بالجامعات الأهلية على مستوى المملكة، بالإضافة إلى دعم صندوق الوقف الصحي ورعاية الأطفال ذوي الإعاقة، وتمويل عمليات زراعة الكُلى، وإنشاء مركز للسكري، وغيرها من مجالات الرعاية الصحية، إلى جانب المشاركة في اكتتاب "جود الإسكان" الخيري كمدير مالي، مع مساهمة المصرف وعملائه بمبلغ 100 مليون ريال.

ولأن العنصر البشري هو العامل الحاسم في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات والأهداف حالياً ومستقبلاً، يظل الاستثمار في إعداد وتأهيل كوادرنا الوطنية على قائمة الأولويات، حيث نحرص من خلال التدريب المتقدم على إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية وقادة المستقبل للنجاح والتفوق في عالم الخدمات المصرفية، وذلك من خلال أكاديمية مصرف الراجحي وبالتعاون مع الجامعات العالمية، والتي أسفرت عن تحقيق نسبة تجاوزت 88% في توطين الوظائف من إجمالي أكثر من 20 ألف موظف وموظفة. كما نحرص أيضاً على استقطاب المواهب والكفاءات الطموحة والمتميزة ودعم الكوادر النسائية التي تُشارك بفعالية في مختلف القطاعات وفي مستويات الإدارة العليا، وتُساهم في تحقيق المهام والإنجازات بكُل جدارة.

وفي تقديرٍ مباشر لأداء مصرف الراجحي ومنجزاته وخدماته المبتكرة والمتنوعة، فقد حصل المصرف على ثلاث جوائز في قمة تمويل التجارة السعودية تشمل، "أفضل بنك في المملكة في تمويل التجارة الإسلامي" ، وجائزة "خيار العميل الأفضل في سوق التجارة"، و"أفضل بنك رقمي في منتجات تمويل التجارة" ، إلى جانب "جائزة التميز الوطني" في مبادرات التوطين في القطاع الخاص، وغيرها من الجوائز المضمنة تفصيلاً في ثنايا هذا التقرير.

هذا، وسوف نعمل بعون الله، على الاستثمار الأمثل لإمكاناتنا وخبراتنا وإبداعات كوادرنا، لمواجهة كافة التحديات المستقبلية التي تواجه المصرفية الإسلامية، حريصين على الاستفادة من آفاق التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي وتعزيز مشاركتنا في حماية البيئة ومواجهة آثار الاحتباس الحراري وتغير المناخ، في إطار مبادرة "السعودية الخضراء".

وفي الختام، نتشرف جميعاً في مصرف الراجحي بأن نرفع أسمىٰ آيات الشكر والامتنان والتقدير لقائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين وسموّ وليّ عهده الأمين - أيّدهم الله، لتوجيهاتهم السديدة وقيادتهم الحكيمة لبلادنا الغالية نحو آفاقٍ غير محدودةٍ من التقدم والازدهار، كما نتقدم بوافر الشكر والتقدير لوزارة المالية ووزارة التجارة والبنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية، وكافة الجهات الحكومية، مع وافر الشكر والتقدير لمساهمينا وعملائنا وشركائنا الأفاضل، والشكر موصولٌ لأصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء الهيئة الشرعية، كما أشكر زملائي الكرام أعضاء مجلس الإدارة، مُعبراً عن فائق التقدير لكوادرنا البشرية المتميّزة، التي تنطلق بهذا الصرح المالي العريق إلى مراحل جديدة من النجاح في خدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانته الرائدة في عالم الخدمات المصرفية الإسلامية.

والله وليّ التوفيق

 

عبدالله بن سليمان الراجحي
رئيس مجلس الإدارة

Your browser may not be fully supported by this website. Please consider using a more modern browser for better performance and security.

Close